نص بالقرب من زقاقكم (الثالثة إعدادي)
المجال: الاجتماعي والاقتصاديالمكون: القراءةالعنوان: بالقرب من زقاقكمالكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
رأيت الحزن يمشي في الشوارع القديمة
محروق الوجه واليدين
وشيء في عينيه كالغمام
أهديته سلامي
فهز رأسه وسار
وقفة مرقعة
تهتز في يده
الحزن في المدينة القديمة
يشبهنا نحن أولاد هذه المدينة الفقيرة
محروق الوجه واليدين
مرقع القفة والثياب
ومن الحزن في زقاق بائعي الأسماك
تعثرت رجلاه في قشرة موز
عفوا في رأس سمكة
فنحن في المدينة القديمة
طعامنا: خبز وشاي وسمك
وسقط الحزن أمام بائعي الأسماك
فرفعوه وبكوا
وملأوا قفته أسماكا
ورجع الحزن على نفس الطريق
أهديته سلامي
فنحن في المدينة القديمة
نهدي السلام مرة ومرة
نهدي السلام للجميع
فسعل الحزن وفال:
إن السماء ممطرة..
عبد الرفيع الجواهري، ديوان «وشم في الكف»، دار ابن رشد للطباعة والنشر، الطبعة الأولى (1980)، ص: 78 – 79.
أولا: تأطير النص وملاحظته:
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
عبد الرحيم الجواهري، من مواليد مدينة فاس سنة 1944م، وبها تابع دراسته الابتدائية والثانوية، ثم انتقل إلى الرباط حيث حصل على الإجازة في الدراسات القانونية، وقد بدأ حياته العلمية مذيعا، ثم التحق بالمحاماة بمراكش. له مقالات عديدة نُشرت في جريدة الاتحاد الاشتراكي، فضلا عن ديوانه "وشم في الكف" الذي أُخذ منه هذا النص.
ب: نوع النص ومصدره:
قصيدة من الشعر الحر مقتطفة من ديوان «وشم في الكف»، دار ابن رشد للطباعة والنشر. الطبعة الأولى 1980، ص ص 78، 79.
ج: مجال النص:
ينتمي النص إلى المجال الاجتماعي والاقتصادي.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: يتكون العنوان من خمس كلمات تشكل فيما بينها مركبين اثنين: الأول إسنادي: ويتمثل في شبه الجملة (بالقرب …) وهي في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره “هذا” أو “هو”، والثاني إضافي: ويتمثل في المضاف والمضاف إليه (زقاقكم).
+دلاليا: يوحي العنوان إلى وجود حادثة أو أحداث تجري بالقرب من الزقاق لمجموعة من المخاطبين الذين يعيشون فيه، ويحيل ضمير المتكلم في (زقاقكم) إلى قرب هؤلاء المخاطبين من المتكلم / الشاعر من جهة وقربهم من الحادثة التي سيتحدث عنها من جهة أخرى.
ب. قراءة في الصورة:
صورة فوتوغرافية، تظهر لنا زقاقا ضيقا يتوسطه مجموعة من المارة يرتدون ملابس تقليدية، تبدو عليهم علامات الفقر.
ج. شكل النص:
النص يعتمد نظام السطر المستقل، بخلاف القصيدة التقليدية، حيث أنه لا يخضع لوحدة الروي. أما الأسطر فهي متفاوتة من حيث الطول والقصر، وهذه بعض من مميزات الشعر الحر.
د. فرضية القراءة:
من خلال مشيرات النص (دلالة العنوان والصورة) أتوقع أن النص سيتحدث عن ظاهرة الفقر والحرمان التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص والعلاقات السائدة فيما بينهم.
ثانيا: فهم النص
1. الشرح اللغوي:
- الغمام: بياض يعلو العين.
- رقع: أصلح.
- تعثرت: سقطت واصطدمت ولم تبلغ مرادها
- سعل: أخذه السعال.
2. المضمون العام:
تصوير الشاعر مظاهر الحزن والمعاناة التي يعيشها سكان المدينة، والتضامن الذي يجمع بينهم.
3. المضامين الجزئية:
- وصف الشاعر الحزن بصفات إنسانية تدل على الفقر، وهو يمشي في شوارع المدينة.
- وصف الشاعر مظاهر التضامن والتعاون بين سكان المدينة.
- عودة التفاؤل للحزن بعد مساعدة سكان المدينة له
ثالثا: تحليل النص:
1. الحقول الدلالية:
أ. الألفاظ والعبارات الدالة على الفقر والحرمان:
(محروق الوجه واليدين – قفة مرقعة – المدينة الفقيرة – مرقع القفة والثياب …).
ب. الأفعال والصفات المتصلة بالحزن وأهل المدينة:
|
الأفعال والصفات
المتصلة بالحزن |
الأفعال والصفات
المتصلة بأهل المدينة |
|
يمشي في الشوارع، محروق
الوجه واليدين، شيء في عينيه كالغمام، فهز رأسه وسار، مرقع القفة والثياب، سقط
الحزن، رجع الحزن على نفس الطريق، سعل الحزن ... |
رأيت الحزن، أهديته
سلامي، يشبهنا نحن أولاد هذه المدينة القديمة، طعامنا خبز وشاي وسمك، رفعوه
وبكوا، ملأوا قفته أسماكا، نهدي السلام ... |
2. أساليب النص:
- التكرار: [محروق الوجه واليدين – مرقع القفة – الأسماك – السلام – المدينة القديمة] وذلك للتأكيد على هذه المظاهر وإثباتها.
- التشخيص: حيث شخص الشاعر الحزن وخلع عليه صفات وأفعال إنسانية.
- الرموز: وتتمثل في: الحزن (يرمز للفقر) – السماء ممطرة (ترمز إلى التفاؤل).
- السرد والوصف: سرد حادثة سقوط الحزن ووصفه بأوصاف دالة على المعاناة والفقر.
3. لغة النص:
لغة النص لغة سهلة وواضحة وبعيدة عن التعقيد اللفظي، يجمعها حقل دلالي اجتماعي.
رابعا: التركيب
تأسيسا على ما سبق يتضح أن النص قصيدة شعرية، يندرج ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي، يصف فيه الشاعر مظاهر الحزن والمعاناة التي يعيشها سكان المدينة، وإبراز روح التضامن والتآزر السائدة فيما بينهم.