نص طنجة (الثانية إعدادي)
المجال: القيم الوطنية الإنسانية
المكون: القراءة
الموضوع: طنجة
الكتاب المدرسي: في رحاب اللغة العربية
نص الانطلاق:
طنجة
هي المدينة الفيحاء ذات المناظر الطبيعية الخلابة والموقع الجغرافي الممتاز، قامت على ربوة عالية بمجمع البحرين: الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، فكانت لذلك باب المغرب وثغرة الجميل. ومثلت أمام أوربا على غلوة أو غلوتين، وبالتدقيق على ثمانية عشر ميلا، فكانت باعتدال هوائها وطيب مناخها مصيفا للأوربين، ومتربعا للمغاربة لا يتخلفان عنه طوال العام.
تغلغلت في القدم فنازعت الزمان صفة الأزل، فهي عريقة في الحسب والنسب، وشرفها موروث ومكتسب. شهدت مشاهد التاريخ المعروف كلها، من عهد الفينيقيين الذين وجدوا فيها مركزا مهما للتبادل التجاري بين إفريقية وأوبا، إلى عهد القرطاجيين، إلى عهد الرومان الذي كانت فيه عاصمة ولاية موريتانيا، إلى عهد الوندال والبيزنطيين.
في هذه العهود كلها كانت طنجة تمثل دورها باعتبارها عاصمة سياسية وتجارية لها شأن بين سائر العواصم من شرقية وغربية. ولما جاء الإسلام كان لها من الأهمية ما لا يقل عن ذي قبل، إذ كانت مهوى أفئدة الفاتحين الأول، إلى أن أسس المولى إدريس بن عبد الله دولته وجعل مدينة وليلي كرسيها، ثم نقله ابنه المولى إدريس الثاني إلى مدينة فاس بعد بنائه لها سنة 192 الهجرة، فلم تزل بعد ذلك تابعة لكرسى المملكة المغربية أينما كان غير مؤثرة هذه التبعية في شهرتها وأهميتها شيء حتى إن الفقهاء كانوا يجعلونها حد إفريقية ولا يعتبرون ما وراءها من مدن عظمى وعواصم کبری.
وعادت لطنجة أيام الدولة العلوية صفة العاصمة السياسية للمغرب، فأضحت مهبط سفراء الدول، ثم بعد استقلال المغرب انتقل السفراء إلى العاصمة الرباط. ولطنجة ماض علمي زاهر كانت فيه عديلة غيرها من مدن المغرب العلمية كسبتة وفاس ومراكش، واشتهر من أعلامها الرحالة الكبير أبو عبد الله محمد بن بطوطة الذي خرج منها وهو ابن اثنتين وعشرين سنة فطاف بأنحاء العالم المعروف إذ ذاك، وتوغل في بلاد الشرق الأقصى ومجاهل إفريقيا، وعاد إلى موطنه بعد غياب أكثر من عشرين سنة، فأملی رحلته المسماة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، وهي رحلة مشهورة ترجمت إلى أكثر لغات العالم المتمدن.
ومناظر طنجة الفتانة وضواحيها الجميلة كثيرة، وأهلها ذوو أخلاق عالية، ومعاشرة حسنة، وذكاء وألمعية ولهم تمرس باللغات الأجنبية العديدة، ومن تم كانت طنجة منطقة مختارة للتعايش السلمي بين مختلف الأجناس لروح التفاهم التي تسود سكانها كافة.
عبد الله كنون
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
عبد الله كنون، كاتب ومفكرمغربي، من مواليد عام 1908، ساهم بقسط موفور في الحركة التحريرية والحركة الثقافية بالمغرب. كان يمتاز بأبحاثه القيمة وكشفه لكثير من تراث المغرب الأدبي. من مؤلفاته: النبوغ المغربي، والتعاشيب، وخل وبقل. توفي رحمه الله سنة 1989.
ب. نوع النص ومصدره:
نص طنجة عبارة مقالة وصفية ذات بعد حضاري، اقتطف من: (طنجة عبر التاريخ) محمد بولعيش - مطبعة الشريف مصطفى بولعيش - طبعة 1995 - طنجة - ص 14.
ج. مجال النص:
ينتمي التص إلى المجال الحضاري.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
- تركيبيا: يتكون العنوان من كلمة واحدة، جاءت خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هذه.
- دلاليا: يحيلنا العنوان على مدينة طنجة، وهي مدينة مغربية تقع شمال المملكة المغربية، ذات موقع جغرافي متميز، تطل على واجهتين بحريتين المحيط الأطلسي غربا، والبحر الأبيض المتوسط شمالا. وتعتبر بوابة إفريقيا نظرا لقربها من أروبا.
ب. قراءة في الصورة:
الصورة عبارة عن لوحة زيتيه للفنان محمد قريش، تجسد مشهدا لمدينة طنجة الساحرة.
ج. علاقة العنوان بالصورة:
علاقة تفسير وتوضيح، فالعنوان يشير إلى مدينة طنجة، والصورة تمثل مشهدا منها.
د. فرضية القراءة:
من خلال مشيرات النص السابقة (دلالة العنوان والصورة) نفترض أن النص سيصف مدينة طنجة وماضيها العريق.
ثانيا: فهم نص طنجة
1. الشرح اللغوي:
ثغر
|
فم، ويطلق على المدن السياحية
|
مثلت
|
قامت
|
مهوى
|
ما تميل إليه النفس وتهواه
|
عديلة
|
مثيلة وشبيهة
|
تمرس
|
تمكن
|
نازعت
|
نافست
|
2. الفكرة العامة:
إبراز الكاتب عبد الله كنون المكانة الراقية لمدينة طنجة ومميزاتها التاريخية والطبيعية.
↚
ثالثا: تحليل نص طنجة
1. الحقول الدلالية:
ماضي طنجة | حاضر طنجة |
---|
-شهدت مشاهد التاريخ. -عاصمة ولاية موريتانيا. -عاصمة سياسية وتجارية. -مهوى أفئدة الفاتحين الأول. -مهبط السفراء. -ماض علمي زاهر | -المناظر الخلابة. -الموقع الجغرافي -باب المغرب وثغره الجميل. -مصيفا للأوربيين. -متربعا للمغاربة. -مناظر طنجة الفتانة. -منطقة للتعايش السلمي. |
2. قيم النص:
يتضمن نص طنجة قيمة حضارية تتمثل في التعايش السلمي بين مختلف الأجناس.
رابعا: تركيب نص طنجة
تأسيسا على ما سبق، يتضح أن النص مقالة وصفية، يندرج ضمن المجال الحضاري، يصف فيه الكاتب عبد الله كنون جمال مدينة طنجة، ومؤهلاتها الطبيعية، حيث أنها تطل على واجهتين بحريتين، وتعتبر بوابة إفريقيا. كما أبزر الأهمية التي تحضى بها ليست وليدة اللحظة وإنما تلازمها مذ كانت عاصمة سياسية وتجارية للمغرب، مشيرا إلى الوضع الذي صارت عليه إذ أصبحت وجهةً سياحية وفضاءً للتعايش السلمي.