آخر الأخبار

تحضير نص حوادث السير والتطور الحضاري (الأولى إعدادي)

نص حوادث السير والتطور الحضاري (الأولى إعدادي)

المجال: السكاني
المكون: القراءة
الموضوع: حوادث السير والتطور الحضاري
الكتاب المدرسي: المختار في اللغة العربية

نص الانطلاق:

حَوَادِثُ السَّيْرِ وَالتَّطَوُّرُ الْحَضَارِيُّ

إن تَزايُدَ حَوادِثِ السَّيْرِ لا يُمْكِنُ أَنْ يَقْتَصِرَ تَفْسِيرُهُ عَلَى الشَّرُوطِ التقْنِيَّةِ لِلطَّرُقاتِ عَلَى أَهَمِّيَّتِهَا، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تُضَافَ إِلَيْهَا مَعْرِفَةُ الْقَدْرَ الَّذي قَطَعَهُ الْمُجْتَمَعُ في تَحَوُّلِهِ الْحَضَرِي، وَالْعَلاقاتُ الْقائِمَةُ الْجَديدَة وَأَشْكالُ السُّلوكِ الَّتِي أَفَرَزَتْها مَرْحَلَةُ التَّحَوُّلِ هَذِهِ، وَأَصْبَحَتْ تَحْكُمُ علاقاتِ الْمُشَاةِ مَعَ السَّائِقِينَ، وَالسَّائِقِينَ مَعَ الْقَانونِ، وَالْقَانونَ مَعَ شُرْطَةِ الْمُرُورِ، وَرجالَ السَّيْرِ مَعَ السَّائِقِينَ، وَالسَّائِقِينَ مَعَ سَيَّارَاتِهِمْ. فَالتَّطَوُّرُ الْحَضَرِيُّ لِلْمُجْتَمَع لا يُمْكِنُ أَنْ يُقاسَ مِنْ خِلاَلِ مَظَاهِر تَحْدِيثِهِ الْمَادِّيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْها مِنْ تَغْييرِ عَلى صَعِيدِ الْفِكْرِ والقناعاتِ وَالصُّوَرِ الذَّهْنِيَّةِ أَوْلاً، ثُمَّ عَلى صَعِيدِ الْعَلاقاتِ الْمُتَبَادَلَةِ مِنَ جِهَةٍ ثانِيَةٍ.

مِنْ هَذِهِ الزَّاوِيَةِ لَمْ تَتَطَوَّرْ كَثيراً نَظْرَةُ الْمُشاةِ إِلى الطَّرِيقِ وَإِلى السَّيَّارَاتِ ، حَيْثُ يَعْتَبِرُونَ طُرُقَ السَّيَّارَاتِ هِيَ جُزْء مِنْ مَجَالِ حَرَكَتِهِم التي يُمْكِنُ مُمارَسَتُها بِحُرِّيَّةٍ وَ دونَ ضوابط، كَما كانَتِ الْحالُ مَعَ الطَّرُقِ الْمَحَلِّيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ الضَّيِّقَةِ.

وَعَلَيْهِ تَحْصُلُ أَحْياناً مُنافَساتُ لاِسْتِعْمالِ الطَّرُقِ بَيْنَ الْمُشَاةِ وَبَيْنَ السيارات تنتهي عادَةً بحوادث قاتِلَة.

كَما أَن السَّيَّارَةِ التي تَعَدّلُ المَصانعُ مُواصَفاتِها وَ خَصَائِصَها بِاسْتِمْرَارٍ وَسُرْعَةٍ، فَتَتَضاعَفُ سُرْعَتَها، وَتَسْهُلُ قِيادَتُها ، رَغْمَ تَعَقْدِ أَجْهِزَتِهَا الْحَدِيثَةِ، لَمْ يُصاحِبْ تَطَوُّرَها تَغْسِيرٌ في وَعْيِ السَّائِقِ لَهَا، وَلَمْ يَتَجاوَزِ اعْتِبارها وَسيلَةً لِلنَّقْلِ وَالاِنْتِقَالَ وَحَسْبُ.

هَذَا الْوَضْعُ لا يُساعِدُ عَلَى تَفادي الأخطار التي قَدْ تَتَسَبِّبُ بها ، أَوْ قَدْ يَدْفَعُ السَّائِقَ لاِسْتِعْمالِها رَغْمَ جَهْلِهِ، وَدونَ أَنْ يُدْرِكَ النّتائجَ الْمُتَرَتِّبَةَ عَلى ذَلِكَ، فَالْهُوةُ تَتَّسِعُ بَيْنَ سَيَّارَةٍ تَظَلُّ شَيْئاً مَجْهول الأَجْهِزَةِ وَالْمُكَوِّنَاتِ، وَبَيْنَ سَائِقِ مازالَ يَتَعَامَلُ مَعَها انطلاقا مِنْ مَواقِعِهِ الرِّيفِيَّةِ، وَنَظْرَتِهِ الَّتِي لَمْ تَتَغَيَّرْ كَثِيراً بَعْدَ أَنْ تَكَوَّنَتْ في مَراحِلَ سَابَقَةِ عَلى مَرْحَلَةِ الاِنْتِقالِ الْحَضَرِي.

وَالنَّتِيجَةُ أَنَّ السَّائِقَ يُقَدِّلُ مِنْ شَأْنِ الْأَعْطَالِ الَّتِي تَطْرَأُ عَلَى السَّيَّارَةِ، وَيُخَفِّفُ مِنْ قَدْرِ الْمَخَاطِرِ الَّتِي قَدْ تَتَسَبِّبُ بها، وَ لا يَلْجَأُ إِلَى صِيانَتِها أَوْ تَصْلِيحِها ، إِلا بَعْدَ أَنْ تَكونَ قَدْ أَوْقَعَتِ الضَّرَرَ بِالْآخَرِينَ.

ضحايا حوادث السير وعلاقتها بالتطور الحضاري في البلاد العربية معهد الإنماء العربي 1991، صص : 180/179 صورة النص : عن صحيفة مملكة بريس الإلكترونية

أولا: تأطير النص وملاحظته

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

زهير حطب، ولد سنة 1946 ببيروت، حاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع، اشتغل أستاذا في معهد العلوم الاجتماعية بلبنان.

ب. نوع النص ومصدره:

النص مقالة تفسيرية ذات تربوي توجيهي، مقتطف من كتاب ضحايا حوادث السير وعلاقتها بالتطور الحضاري في البلاد العربية، معهد الإنماء العربي، 1991، صص: 179/180.

ج. مجال النص:

يندرج النص ضمن المجال السكاني.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: جاء العنوان مركبا عطفيا، حوادث السير معطوف عليه، الواو حرف عطف، التطور معطوف تابع للمعطوف عليه في الرفع، الحضاري نعت تابع لمنعوته في الرفع.

+دلاليا:يشير العنوان إلى حوادث السير والعلاقة التي تربطها بالتطور الحضاري.

ب. قراءة في الصورة:

صورة فوتوغرافية لحادث سير خطير.

ج. فرضية القراءة:

على ضوء المشيرات الخارجية السابقة، نفترض أن النص سيتحدث عن حوادث السير والعلاقة التي تربطها بالتطور الحضاري.

ثانيا: فهم النص

1. الإيضاح اللغوي:

المشاة: الراجلين
أفرزتها: أنتجتها
الهوة: الفرق، الفجوة
تفادي: اجتناب
المترتبة: الناتجة

2. الفكرة العامة:

تقديم تفسير لتزايد حوادث السير وارتباطه بالتطور الحضاري الذي لم يواكبه تطور على مستوى عقليات السائقين والراجلين، مما يؤذي إلى تزايد استفحال الظاهرة.

3. الأفكار الجزئية:

  • ارتباط تزايد حوادث السير بضعف الشروط التقنية وتأخر وعي الإنسان.
  • اعتبار المشاة أن طرق السيارات هي جزء من مجال حركتهم، مما يؤذي إلى المنافسة بينهم وبين السيارات.
  • تطور صناعة السيارات لم يواكبه تطور عقلية السائقين.
  • صيانة السيارة باستمرار من شأنه أن يقلل من نسبة المخاطر التي قد تتسبب فيها.

ثالثا: تحليل النص

1. الحقول الدلالية:

نظرة المشاة إلى الطريق والسيارة

نظرة السائق إلى السيارة والطريق

الطريق جزء من مجال حركتهم

الطريق مجال للمنافسة مع السيارات

النظرة إلى الطريق بأنها بلا قوانين وضوابط

التقليل من شأن الأعطال التي تطرأ على السيارة وعدم صيانتها

التعليق على الجدول: تربط بين هذين الحقلين علاقة تضاد تبادلي، في غياب الوعي بأهمية السلامة الطرقية،  رغم التطور الحضاري الذي عرفته المجتمعات.

2. أساليب النص:

التوكيد: إن تزايد حوادث السير

التكرار: السائقين، المشاة...

4. قيم النص:

قيمة سكانية: تتجلى في الحد من حوادث السير رهين بوعي كل من السائقين والمشاة ودورهم في تجنبها والحد منها.

رابعا: تركيب

تأسيسا على ما سبق، يتضح لنا أن النص يتطرق لموضوع تزايد حوادث السير وارتباطه بالتطور الحضاري، حيث قدم تفسيرا للظاهرة التي لا تعود أسبابها للطرقات فحسب، بل إلى العامل البشري بالدرجة الأولى، والمتمثلة في إهمال السائقين للحالة الميكانيكية للسيارة والاستهانة بإعطالها، فضلا عن سلوك الراجلين الذين يعتبرون طرق السيارة ضمن مجال حركتهم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-