آخر الأخبار

تحضير نص التحقيق (الثانية إعدادي)

 

رسم لمجموعة من المتهمين أمام مكتب النائب العام

نص التحقيق (الثانية إعدادي)

المجال: الاجتماعي والاقتصادي
المكون: القراءة
العنوان: التحقيق
الكتاب المدرسي: في رحاب اللغة العربية

نص الانطلاق:

طلبتُ القضيةَ التاليةَ، فظهر العسكري ومعه آخرُ وفتحا باب مكتبي على مصراعيه، وجذب داخل الحجرة أكثر من ثلاثين رجلا وامرآةً وولدًا قد شُدُّوا في حبال من الليفِ، إذ لم يجدوا في المركز لكل هذا العدد قيودًا حديدية. فما تمالكت أن صحتُ لمنظرهم:
اللة أكبر! أهؤلاء مواشٍ؟ حُلَّ الحبال يا عسكريُّ!
فقال الحارس وهو يحل بأسنانه عقدة حبلٍ:
- فتشنا يا سعادة النائب بيوتهم، فوجدنا فيها ممنوعات...
فأدرتُ بصري في هؤلاء الآدميين، واستعدتُ في مخيلتي ما قرأته السّاعةَ عن تُهمتهم في الأوراق التي أمامي زقلتُ:
- ممنوعات! فاستدركَ الحارسُ:
- الملبوساتُ يا سيدي.
يتبع...

أولا: تأطير النص وملاحظته:

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

توفيق الحكيم، كاتب وأديب مصري، وُلِدَ في الإسكندرية عام 1898م، ويُعد من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، حيثُ أسس تيارًا جديدًا في السرح أُطلق عليه "المسرح الذهبي"؛ لصعوبة تجسيده على الخشبة. سافر إلى فرنسا لدراسة القانون وهناك اطّلع على أصول المسرح اليونانيّ، ونال شهادة الدكتوراة في الحقوق عام 1925م، وتوفّي عام 1987م مُخلفًا إنتاجًا غزيرًا، ومن أعماله التي خلّفها: رواية عودة الروح، ومسرحية أهل الكهف، ومسرحية شهرزاد، ومقالات تحت شمس الفكر، ورواية عصفور من الشّرق.

ب: نوع النص ومصدره:

نص سرديّ قصصيّ ذو بُعد قانونيّ واجتماعيّ، مُقتطف من رواية "يوميات نائب في الأرياف" الصادرة من مكتبة الآداب في القاهرة سنة 1937م، ص 62.

ج: مجال النص:

يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: التحقيق مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والخبر محذوف تقديره (جارٍ).

+دلاليا: التحقيق مصطلح قانوني، وهو يدل على مجموع الإجراءات والوسائل المشروعة قانونا، والتي يقوم بها المحقق للكشف عن غموض الحادث والتوصل إلى فاعله.

ب. قراءة في الصورة:

رسم ملون يظهر فيه مجموعة من الأشخاص بملابس قرويين وهم في مكتب الإدارة، كما يظهر شرطيا وهو يفكّ الحبال من أيدي هؤلاء، مما يدل على أنَّهم متهمون بقضية ما.

ج. العلاقة بين الصورة وعنوان النص:

العلاقة بين الصورة والعنوان هي علاقة توضيح، حيث تظهر مجموعة من القرويين يتم التحقيق معهم.

د. بداية النص ونهايته:

تنسجم بداية ونهايته مع العنوان في ألفاظ تدل على التحقيق، مثل: (قرأت ... أسألهم ... ألقيت ... فهمتم؟)، فبداية النص إلى جلب عسكري لأشخاصٍ إلى مكتب القاضي، أمَّا نهايته فتحكي عن استنكار القاضي العثور على شيء للغير والاحتفاظ به لامتلاكه.

هـ. فرضية القراءة:

انطلاقا من تحليلنا لعتاب النص نفترض أنه:

  • سيصف الجريمة التي ارتكبها القروييون.
  • سيصف تفاصيل التحقيق مع القرويين.

ثانيا: فهم النص

1. الشرح اللغوي:

الليف

ما يُحصَل عليه من نبات القِنَّب ويُستعمل في صناعة الحبال وبعض المنسوجات الخشنة.

مصراعيهدفتا الباب
جذبسحب، جرَّ
مواش

الإبل والبقر والغنم، مفردها ماشية.

المحاذية

المقابلة
انحسرتراجع

2. الفكرة العامة:

جهل أهل القرية للقانون ورَّطَهم في قضية سرقة غير مقصودة.

3. الأفكار الجزئية:

  • إحضار العسكري المتّهمين المقيدين بحبال الليف أمام النائب العام.

  • استرجاع النائب العام لقصة سقوط الكيس المملوء بالملابس في الترعة وتسابُق سكان القرية إليه وأخذهم محتوياته.
  • اكتشاف رجال الحفظ لسر القرويين واقتيادهم إلى المركز بتُهمة السرقة.
  • اعتبار النائب ما صنعه أهل البلدة سرقة بحكم القانون.

ثالثا: تحليل النص:

1. دراسة الشخصيات:

الشخصيات

صفاتها

النائب

 رحيم، نزيه، مُلتزم بالقانون.

العسكري

قاسي القلب

سكان القرية

جاهلون بالقانون، متهمون بالسرقة

التعليق على الجدول: نلاحظ تناقضًا بين صفات العسكريّ والنائب العام، فالعسكري قاسي القلب، على عكس النائب فهو رحيم، كما نلاحظ أنَّ الصفة الرئيسية لأهل القرية هي الجهل بالقانون، وهذا هو سبب تورطهم.

2. البنية الزمكانية:

الزمان

المكان

الماضي، لحظة التحقيق بعد سرقة الملبوسات.

البلدة، مكتب التحقيق

3. أساليب النص:

كطبيعة معظم النصوص السرديّة فالنص يراوح في توظيف السرد والوصف والحوار والاسترجاع، ومن أمثلة ذلك من النص:

السرد: (طلبْتُ القضية التالية، فظهر العسكري ومعه آخر، وفتحا باب مكتبي على مصراعيه، وجذب داخل الحجرة أكثر من ثلاثين رجلًا وامرأة وولدًا).

الوصف: (كانت تحمل أكياسًا ضخمة مملوءة بمختلف الملابس القطنية والصوفية من معاطف وستر وسراويل، وبأنواع من الأحذية الجلديّة لحساب متجر من المتاجر الشهيرة في القاهرة).

الحوار: (الله أكبر! أهؤلاء مواشٍ؟ حل الحبال يا عسكري ... فتَّشنا يا سعادة النائب بيوتهم فوجدنا فيها ممنوعات ... ممنوعات! ... فاستدرك الحارس: الملبوسات يا سيدي).

الاسترجاع: وهو ما قام به النائب عندما استرجع قصة ما حدث قبل دخول القرويين عليه مقيدين.

4. قيم النص:

قيمة اجتماعية: تتمثل في أهمية نشر الوعي القانوني بين أفراد المجتمع.

5. قواعد قانونية مستخلصة:

  • لا يعذر أحد بجهله القانون
  • المتهم بريء حتى تثبت إذانته
  • القانون لا يحمي المغفلين

رابعا: التركيب

تأسيسا على ما سبق نستنتج أن النص سردي ذو بعد قانوني، يحكي فيه الكاتب عن قضية سرقة غير مقصودة أو مخطط لها، والمتهمون فيها من أهل قرية فقيرة لا يعرفون شيئًا عن القانون الذي لا يعذُر الجاهل فيه، حيثُ تبدأ القصة بدخول العسكري إلى مكتب النائب العام وهو يجرّ مجموعة من القرويين المقيّدين بحبال الليف، فانتفض النائب غاضبًا لهذه المعاملة غير الآدميّة وأمر العسكري بفك قيودهم، فأخبره العسكري أنَّهم قد ضبطوا في منزلهم المسروقات التي أُخِذَت من الكيس الذي سقط من شاحنة في الترعة، ولمَّا استفسر النائب من المتهمين صرَّحوا بأنَّهم لم يأخذوا تلك الملابس بنية السرقة، كل ما في الأمر أنَّهم أخذوا ما رماه البحر، لكن النائب كشف له أنَّ ما قاموا به يُعد سرقة في نظر القانون.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-