النصوص، النص الحواري، الغريبان لعبد الكريم برشيد... في رحاب اللغة العربية ... الجذع المشترك الادبي
◄تمهيد:
1) تعريف الحوار ومواطنه:
الحوار: شكل من أشكال التواصل يتبادل فيه الكلام شخصان أو أكثر، فهو وسيلة لعرض الأحداث الخارجية، والكشف عن المشاعر الداخلية. ويظهر في أنواع كثيرة من الكتابة مثل القصة والرواية والمقامة والقصة القصيرة وفي الفن المسرحي خاصة.
2) أشكال الحوار وأنواعه:
أ- الحوار المباشر: يتميز بحضور علامات طباعية خاصة كالعارضة (-)، وعلامات التنصيص («»)، وباستعمال الأفعال المعلنة عن الحوار (قال، قلت، أجاب، ردّ...).
ب- الحوار غير المباشر: يقوم من خلاله السارد بنقل وتلخيص وانتقاء أقوال الشخصيات.
ج- الحوار الداخلي: هو الذي تحدّث فيه الشخصية نفسها.
د- الحوار الخارجي: هو الذي يدور بين شخصيتين أو أكثر.
أولا: ملاحظة نص الغريبان
1- نوعية النص:
النص حواري مقتطف من مسرحية "امرؤ القيس في باريس" للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد.
والمشيرات التي تجعله منتميا لصنف النص الحواري هي: العوارض / أطراف الحوار / الإرشادات / علامات التنصيص.
2- دلالة العنوان:
توحي القراءة الأولى لعنوان النص (الغريبان) إلى معاني الغربة والضياع؛ أي مغادرة الوطن الأصلي نحو آخر أجنبي لأسباب مختلفة، والإحساس هناك بالوحدة وبآلام البعد عن الأهل والوطن.
3- فرضية قراءة النص:
انطلاقا من المشيرات السابقة نفترض أن في النص حكي عن معاناة شخصين مغتربين، ونقل للحوار الدائر بينهما.
ثانيا: فهم نص الغريبان
1. مقاطع النص:
أ. مقطع الافتتاح:
تيه عامر في نفق الميترو، وتردده في سؤال أحد المارّة قبل وقوفه أخيرا عند بابلو واستماعه لعزفه.
ب. مقاطع العرض:
- إعجاب عامر ببابلو وبداية الحوار بينهما.
- تعرّف عامر على بابلو.
- تفاجؤ بابلو من التقائه بعامر في زحام باريس.
- معاناة عامر وشعوره بالضياع والتيه في باريس.
ج. مقاطع الاختتام:
- إخبار بابلو لعامر عن كون باريس أرضا للمفارقات: نعمة للميسورين ونقمة للفقراء.
- شعور عامر بخيبة أمل خيّبت أفق توقعه وتصوّره لباريس.
ثالثا: تحليل النص
1- عناصر النص:
طرفا الحوار وأوصافهما:
- عامر: أسمر البشرة / من مرابع بني عامر / ضائع وتائه / مهاجر...
- بابلو: عازف أكرديون / أعمى / أسمر البشرة / مغني / إشبيلي الأصل / مهاجر / وحيد / شحّاذ...
الطرف المهيمن:
- بابلو؛ لأنه يعرف باريس جيدا، ولأن تواجده بباريس أسبق من تواجد عامر.
موضوع الحوار:
ضياع وتيه المهاجرين بباريس، وعيش مشاكل البعد عن الوطن والأهل والأصدقاء.
شكل الحوار ونوعه:
- الحوار المباشر: حضور العوارض (-)، وعلامات التنصيص («»)، واستعمال الأفعال المعلنة عن الحوار (قلت).
- الحوار الخارجي: يدور بين شخصيتين اثنتين (عامر وبابلو).
↚
2- لغة النص وبلاغته:
أ. العبارات الموحية ودلالتها:
العبارات
الموحية |
دلالاتها |
– إن
فِي صدره وقلبه عيونا وعيونا. |
–
رابطة الأخوة والتضامن والإساس بالآخر. |
–
الحياة عَلَى مشارف الموت. |
–
التشاؤم. |
– من
كَانَ مثلي لَا يعرف السياحة. |
–
الفقر. |
ب- الأساليب الإنشائية:
- الأمر: "راجع قلبك" / "أخبرني يا عامر" ...
- الاستفهام: "لست أدري...؟" / "ماذا ؟" / "من يدري ؟" / "فمن أنت ؟" / "قلت بابلو ؟" / "فهل تعرفها ؟"
- التعجب: "آه !" / "يا لها من صدفة..." / "ما أوسعها وأغربها" / "ربي !" ...
- النداء: "يا سيدي" / "يا....عامر" / "يا بابلو" ...
وظيفتها التعبيرية: إضفاء نوع من الحركة والواقعية على النص، وتقريب المعاني إلى المتلقي.
3- مقاصد النص وأبعاده:
- صعوبة اندماج المهاجرين في دول المهجر.
- الوطن ليس جغرافية فقط، بل ثقافة وانتماء وهوية وقضايا يحملها الإنسان معه أينما حلّ وارتحل.
ثالثا: تركيب وتقويم نص الغريبان
النص قيد التحليل (الغريبان) نص حواري مقتطف من مسرحية "امرؤ القيس في باريس" للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد، يحكي فيه عن معاناة شخصين مغتربين هما عامر وبابلو، وينقل لنا الحوار الذي دار بينهما على شكل حوار خارجي مباشر حول موضوع ضياع المهاجرين بباريس، وعيش مشاكل البعد عن الوطن والأهل والأصدقاء. والملاحظ في النص هيمنة بابلو على الحوار؛ لأنه يعرف باريس جيدا ولأن تواجده بباريس أسبق من تواجد عامر. وقد استعمل الكاتب في هذا النص لغة إيحائية وبلاغية تقوم على جملة من الأساليب الإنشائية، مثل: الأمر والاشتفهام والتعجب والنداء، كل ذلك من أجل إضفاء نوع من الحركة والواقعية على النص، وتقريب المعاني إلى المتلقي.
الأكيد أن الوطن ليس جغرافية فقط، بل ثقافة وانتماء وهوية وقضايا يحملها الإنسان معه أينما حل وارتحل، وأن صعوبة اندماج المهاجرين في دول المهجر شرّ لا بدّ منه.
تحضير النص الموالي:
- هواجس سفر