نص الإنسان في الإسلام (الثالثة إعدادي)
المجال: القيم الإسلامية
المكون: القراءة
الموضوع: الإنسان في الإسلام
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
الإنسان في الإسلام عد الإسلام الإنسان قيمة حقيقية، وركنا في الحياة، بما أودع الله فيه من القدرة الجسدية والذهنية، وقابلية التكيف المستمر. ودليل ذلك أنه جعله مكلفا مسؤولا يستطيع من خلال تلك القدرات أن يحقق خلافة الله على هذه الأرض التي خلقت له خلقا فريدا متميزا، وأودع فيها كل ما يساعده على العيش والحركة والتغيير. لقد حمل الإنسان هذه الأمانة الكبرى في هذه الأرض، لا في غيرها، ولذلك فقد وجب عليه أن يفهم نفسه فهما دقيقا ، وأن يعلم بأن طاقته العقلية الجبارة هي مدار تكليفه، ونتيجة لذلك فإن عليه أن ينظر إلى ما حوله ليجد آيات الله مبثوثة في كل ناحية، وقوانينه ظاهرة على مختلف وجوه الحياة والكائنات، فيتحرك للاستفادة منها، والكشف عنها، وتسخيرها لإسعاد نفسه بإنشاء الحضارة، وبناء الحياة، ودمج الطاقات المفردة بعضها إلى بعض للقيام بذلك التسخير الضروري. وبناء على ذلك فإن الإنسان عليه أن يغير ويبدل ويتحرك ويبني، ولا ينتظر المفاجآت الكونية، لأنه بطل التغيير والإنتاج المستمر في الحياة. وبما أن هذه الخلافة في أساسها حركة مستمرة، ومواجهة لأقدار الحياة ومشاكلها، فإن القرآن الكريم نبه الإنسان إلى أن السلبية والزهد في الحياة مناقض لتلك الحركة الإنسانية الكونية. هذا هو جوهر نظرة الإسلام التي لا تتغير، لقضايا الإنسان الاجتماعية والاقتصادية التي تتغير. إنها نظرة لتجدد الإنسان في كل زاوية من زوايا حياته، في ظل الرؤية الشاملة لآيات تطوره الكوني. وهي ليست عبودية واستسلاما، وقدرية واستخذاء، ولا سكونا وتقليدا، ولكنها حرية وانطلاق، والتزام وانعتاق، وحركة وتغيير. وهي نظرة رسمت طريق الحقوق الإنسانية للإنسان في ذاته، مستهدفا بالحقوق، بقدر ما كان ذلك الحق يستهدف قبل الإسلام القبيلة والعائلة والعرق. محسن عبد الحميد، الإسلام والتنمية الاجتماعية، مجلة المناهل، العدد: 27 (السنة العاشرة، يوليوز 1983)، ص: 270 – 273 (بتصرف). |
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
هو الكاتب ولد محسن عبد الحميد عام 1937 في مدينة كركوك، درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدينة السليمانية والإعدادية في مدينة كركوك، وتخرج في قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية (كلية التربية حاليا) في بغداد عام 1959. ثم واصل مساره التعليمي إلى أن حصل على الماجستير عام 1968 ثم الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1972.
أوفد إلى المغرب للتدريس في جامعاتها بين عامي 1982 و1985، كما كان أستاذا زائرا في جامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية من 1981 إلى 1985.
من مؤلفاته: "العلم ليس كافرا" و"منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام"، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الأخرى التي قاربت واقع اللغة العربية في العالم العربي وقضايا ترتبط بتحديات الأمة الإسلامية كالصهيونية والعلاقة مع الغرب.
ب. نوع النص ومصدره:
النص مقالة تفسيرية مقتطفة من مجلة المناهل العدد:27 السنة العاشرة، يوليوز 1983. الصفحات 270، 273 (بتصرف).
ج. مجال النص:
يندرج النص ضمن مجال القيم الإسلامية.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: يتكون العنوان من مبتدأ "الإنسان" والخبر شبه جملة ( في الإسلام)
+دلاليا: يدل العنوان على مكانة البشرية في الإسلام ودرجته.
ب. قراءة في الصور:
تشير الصورة إلى آيات قرآنية من سورة البقرة.
ج. بداية النص ونهايته:
بداية النص: تكررت فيها لفظتين من العنوان (الإنسان + الإسلام) بشكل يجسد العلاقة بينهما، فالإنسان يحتل مرتبة متميزة في الإسلام.
نهاية النص: تكررت فيها لفظة الحق ومشتقاتها (الحقوق – الحق) بشكل يدل على دور الإسلام في إقرار حقوق الإنسان.
د. فرضية القراءة:
بناء على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه سيتحدث عن مكانة الإنسان في الإسلام باعتباره خليفة الله في الأرض.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
2. الحدث العام:
اعتبار الإسلامُ الإنسانَ خليفة الله في الأرض، حيث وهبه الله أسسا عقلية وجسدية لخلافتها.
3. الأحداث الجزئية:
- أعطى الله الإنسان القدرة العقلية والجسدية للعيش والتكيف المستمر في حياته ولتحمّل أمانة الخلافة.
- دعوة الإسلام إلى التأمل في الكون والاستفادة من مكوناته لبناء حضارة وحياة سعيدة .
- للإنسان القدرة على التغيير فهو الذي يصنع ويصلح، ولكنه كذلك يدمر كل شيء بسلبيته وزهده.
- نظرة الإسلام لا تتغير عكس قضايا الإنسان الاجتماعية، لذا وجب على الإنسان أن يعمل على التغيير والبناء خاصة وأن الإسلام قد كرمه بالحقوق واستهدفه بالخلافة.
ثالثا: تحليل النص
1. الحقول الدلالية:
الألفاظ والعبارات الدالة على الحقوق | الألفاظ والعبارات الدالة على الواجبات |
العيش، طاقته العقلية الجبارة، حرية وانطلاق، انعتاق، الحقوق، الحق. | كلفا مسؤولا، خلافة الله في الأرض، وجب عليه أن يفهم نفسه، عليه أن ينظر إلى ما حوله، عليه أن يغير ويبدل ويتحرك ويبني. |
التعليق على الجدول: هيمنة الألفاظ والعبارات الدالة على الواجبات يدل على عظمة مسؤولية الخلافة وثقلها وصعوبتها.
2. أساليب النص:
أسلوب التوكيد: فإن عليه أن ينظر إلى ما حوله، فإن القرآن الكريم نبَّه
أسلوب النفي: لا تتغير،ليست عبودية
أسلوب التكرار: الإسلام، الإنسان
أسلوب التضاد: سكون - حركة
3. قیم النص:
يتضمن النص قيمة حقوقية تتجلى في حق التكريم الذي خول للإنسان مسؤولية الخلافة، وحقوقه الأساسية المترتبة عن هذه المسؤولية.
رابعا: تركيب
نص " الإنسان في الإسلام"، عبارة عن مقالة تفسيرية مقتطفة من مجلة المناهل للدكتور محسن عبد الحميد ذات بعد إسلامي، تبين مكانة الإنسان في الإسلام، إذ وهبه الله عقلاً وفضّله على سائر المخلوقات وجعله خليفة له في الأرض، لذا، من واجبه المحافظة على الأمانة التي وضعت على عاتقه وأن ينظر إلى الآيات المبعوثة لكي تظهر له عظمة الله وقدرته، ويستنبط منها الأحكام والتشريعات والتوجيهات التي تساعده على التغيير إلى ما هو أحسن، وضبط النفس من التمادي في الفساد في الأرض، كما يتوجب عليه الحذر من الزهد والسلبية لأنهما يتنافيان والمسؤولية المنوطة به.