نص الفداء.. حتى النصر (الثالثة إعدادي)
المجال: القيم الوطنية والإنسانية
المكون: القراءة
الموضوع: الفداء.. حتى النصر
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية
نص الانطلاق:
لم تطل فترة اللقاء والمجاملات، إذ سرعان ما انعقد اجتماع في أحد الاكواخ قرب الضيعة … تحدث الرفاق عن أخبار إخوانهم في السجن، والعمليات الفدائية التي يقوم بها المتطوعون في الدار البيضاء ومراكش وفاس … ومدن أخرى … لم ينتهوا حتى حضر العشاء … وأثناء تناوله تحدثوا في قضايا سياسية مختلفة، وكانت فرصة ليسأل سليمان عن أخبار الملك وأسرته في المنفى … كانوا جميعا متفائلين واثقين من النصر … لابد من الاستقلال، ولابد من رجوع الملك … وكان فرصة للحديث عن نضال الشعب وتعلقه بملكه، ورمز استقلاله. ودارت بينهم وقائع وأحاديث شاعت في أوساط الشعب … منها تلك الحادثة التي أثارت مظاهرة في السجن … مظاهرة عجيبة غريبة قادها محمد الخامس بنفسه … وهو في منفاه حيث ظهرت ذات صباح أمام سجن بالدار البيضاء إحدى المناضلات الفدائيات في زي امرأة قروية، تنتظر وقت الزيارة مع المنتظرين. وصل وقت الزيارة ففتح الباب، وفي المدخل كان الحارس يسجل أسماء ذوي الزيارة من السجناء … جاء دور المرأة، فسألها عن اسم السجين الذي تريد أن تزوره، قالت المرأة بسذاجة وغباء: أخي … إنه أخي … ظهر التذمر على الحارس من جهلها، وصاح: أنا أسألك عن اسمه. قالت المرأة بهدوء: إنه أخي … أعرفه … أنا أعرفه … ألا تعرفه أنت؟ بلغ الغضب مبلغه من الحارس، ونادى حارسا آخر، يساعده في التفاهم مع هذه الجاهلة. سألها الحارس الثاني بهدوء عن اسمها. قالت: اسمي زهرة بنت الميلودي بن علال. ابتسم الحارس، وسألها عن اسم أخيها السجين. قالت متألمة: آه (يا خويي العزيز، كيف أنت؟). أعاد الرجل سؤاله: قولي ما اسم (خويك العزيز؟). أجابت: يحيى … العزيز علي (خوي): يحيى … سألها الثاني مرة أخرى: ابن من؟ عاد الألم يظهر على المرأة وهي تقول: آه على (خويي) العزيز بنيوسف. (آسيدي. اييه يا سيدي: بنيوسف …). سجل الحارس الأول الاسم كاملا، وطلب منها أن تدخل قاعة الزيارة وتنتظر مع المنتظرين. اكتظت قاعة الزيارة بالزائرين، أمام سياج عازل مزدوج، يقف وراءه السجناء أثناء الزيارة، وترتفع أصوات التحيات والسلام والأخبار عن الأهل والصحة … بينما يبقى الحراس وقوفا يستمعون ويراقبون، إلى أن يدق الجرس بانتهاء الزيارة. كان الحارس المكلف بالزيارة قد أخذ لائحة الأسماء، وتوقف داخل السجن بين الزنازن، ينادي الأسماء واحدا واحدا … حتى نادى: يحيا بنيوسف …، وإذا أصوات السجناء كلها تنطلق مرددة: يحيا … يحيا ابن يوسف، يحيا ابن يوسف. وعندما تناهى النداء إلى الزائرين، شاركوا بدورهم في النداء والهتاف: يحيا ابن يوسف – ابن يوسف إلى عرشه – عاش ابن يوسف … عاش الملك …! يا لها من وقائع يومية وأحداث … يقاوم بها الشعب كله، وكل فرد منه، بما يملك وبما يستطيع …؟ مبارك ربيع، طريق الحرية، مطبعة النجاح الجديدة، ص: 151 – 153 (بتصرف). |
أولا: تأطير النص وملاحظته
1. تأطير النص:
أ. صاحب النص:
مبارك ربيع كاتب وأديب مغربي، ولد سنة 1935 بسيدي معاشو (عمالة سطات)، حصل على الإجازة في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع سنة 1967، ثم على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس سنة 1975، كما أحرز على دكتوراه الدولة سنة 1988، انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1961، يتوزع إنتاجه بين القصة القصيرة، الرواية، المقالة الأدبية والبحث في علم النفس والتربية، نشر أعماله بمجموعة من الصحف والمجلات: (التحرير، العلم، دعوة الحق، أقلام، الآداب، الكتاب العربي، الوحدة، أبعاد فكرية، العربي…)، من مؤلفاته: سيدنا قدر، دم ودخان، رحلة الحب والحصاد، البلوري المكسور، الطيبون، رفقة السلاح والقمر، الريح الشتوية، بدر زمانه، برج السعـود، أحلام الفتى السعيد، ميساء ذات الشعر الذهبي، بطل لا كغيره، طريق الحرية.
ب. نوع النص ومصدره:
نص سردي، مقتطف من: كتاب «طريق الحرية» ص .ص: 151 – 153 (بتصرف).
ج. مجال النص:
يندرج النص ضمن مجال القيم الوطنية والإنسانية.
2. ملاحظة النص:
أ. قراءة في العنوان:
+تركيبيا: مركب إسنادي من مبتدأ (الفداء) وخبر محذوف تقديره : الفداء مستمر.. حتى النصر.
+دلاليا: يدل العنوان على التضحية وبذل النفس على سبيل الاستمرار وعدم التوقف إلا حينما يتحقق النصر.
ب. قراءة في الصورة:
تمثل مشهدا باللونين الأبيض والأسود يظهر فيه جلالة الملك محمد الخامس رفقة ابنه الحسن الثاني، وهما وسط حشد من الناس المستقبلين لهما عند عودتهما من المنفى.
ج. بداية النص ونهايته:
نلاحظ فيهما مؤشرات دالة على نوعية النص، مثل : الشخصيات (الرفاق، الإخوان..) – المكان: (الأكواخ، قرب الضيعة ..)، ألفاظ دالة على الحكي (وقائع يومية، أحداث).
د. فرضية القراءة:
انطلاقا من المؤشرات السابقة نتوقع أن النص سوف يتحدث عن نضال المغاربة ومقاومتهم المستعمر لتحقيق استقلال البلاد.
ثانيا: فهم النص
1. الإيضاح اللغوي:
2. الحدث العام:
يتحدث النص عن تمسك المغاربة بملكهم المنفي ونضالهم لتحقيق الاستقلال والدور الفعال الذي لعبته المرأة في هذا النضال.
3. الأحداث الجزئية:
- اجتماع مجموعة من الوطنيين لتدارس أحوال البلاد السياسية، وأخبار الملك في المنفى، في أحد الأكواخ، وقت العشاء.
- قيام العديد من المظاهرات المناهضة لنفي الملك، في مختلف المدن المغربية، أهمها مظاهرة كانت بطلتها امرأة قروية مناضلة .
- لجوء المرأة المناضلة إلى الحيلة والدهاء، بدل العنف، اللذين مكناها من النفاذ إلى قلب السجن، وإحداث تمرد داخله، مستعملة في ذلك اسم الملك والكلمة السحرية (يحيا).
ثالثا: تحليل النص
1. الألفاظ والعبارات الدالة على المقاومة:
2. دراسة الشخصيات:
الشخصيات | أوصافها |
الرفاق ويمثلهم سليمان | سجناء، مناضلون، محبون للوطن |
زهرة بنت الميلودي بن علال | امرأة قروية، مناضلة، ذكية، شجاعة |
حارس السجن | رمز للمستعمر الغاشم، غبي، عصبي |
العلاقة بين الشخصيات:
*علاقة تعاون وتكامل بين الرفاق والمرأة المناضلة أساسها الفداء من أجل اوطن
*علاقة تنافر وتعارض بين المرأة وحارس السجن أساسها البغض والحقد.
3. البنية الزمكانية في النص:
الزمان والمكان | |
الزمان | المكان |
زمن عام: فترة استعمار المغرب زمن خاص: وقت العشاء ذات صباح | مكان مفتوح: المغرب مكان مغلق: الكوخ، سجن بالدار البيضاء |
4. أسلوب النص:
الاستفهام: كيف أنت؟ ألا تعرفه أنت؟ ابن من؟
النداء: يا أخي
5. عناصر السرد:
السرد: لم تطل فترة اللقاء، لم ينتهوا حتى حضر العشاء، وصل وقت الزيارة، جاء دور المرأة...
الوصف: متفائلين، مظاهرة عجيبة غريبة، المناضلات الفدائيات، بسذاجة وغباء، ظهر التذمر على الحارس...
الحوار: قالت المرأة:...، قولي ما اسم...، - ابن من؟، وهي تقول:...
6. قيم النص:
يتضمن النص قيمة وطنية تتجلى في حب الوطن وإبراز مكانته لدى المغاربة، وتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجل استقلاله.
رابعا: تركيب
تأسيسا على سبق، يتضح لنا أن النص سردي يندرج ضمن مجال القيم الوكنية الإنسانية، للكاتب المغربي مبارك ربيع، مقتطف من كتاب «طريق الحرية» يتحدث عن رفض الشعب المغربي نفي الملك محمد الخامس وبداية الشرارة الأولى للمقاومة الوطنية.