تحضير نص حفل زفاف (الثالثة إعدادي)

نص حفل زفاف (الثالثة إعدادي)

المجال: السكاني
المكون: القراءة
الموضوع: حفل زفاف
الكتاب المدرسي: مرشدي في اللغة العربية

نص الانطلاق:

حفل زفاف

وحان موعد زفاف الولدين إدريس ومروق بأختين من عائلة في مستوى عائلة الحاج الفاطمي الاجتماعية ورائها المادي، وبدأت حفلات العرس الذي دام سبعة أيام، وفي قلبه كانت (زيدة) أم مرزوق، لا تنام إلا لحظات، تأمر وتنهي الخادمات والمساعدات، وترتب البيوت، وتحمل الموائد على رأسها مليئة بالشموع والهدايا، وتزغرد، وتهلل، وتصلي على النبي، وترقص على الغناء والدفوف، وتضحك على النكات التي تُقال عنها، دون أن ينضب نشاطها معين.

وكان إدريس ولد (أم هاني) مع أصدقائه ووزرائه ا غارقا في ملذات العزوبة التي أشرف على وداعها.

وفي ليلة الزفاف أقيمت له حفلة حمام ، فذهب مع أصدقائه إلى حمام الحارة الذي اكتراه ليلا للمناسبة. وبعد الحمام جاء الحلاق لتشذيب شعره علی كرسي وسط الدار، على أنغام الموسيقى وطيب الند والعود والشاي المنعنع، ونكات الوفاق والوزراء..

وجاء وقت الحناء، وقام فقيهان معروفان في المدينة بتحنئة العريس ، وبروحهما الخفيفة وكثرة فكاهاتهما، فجعنا الحناء في وعاء فضي بماء الورد وهما يتغنيان الشعر والأذكار، ومد العريس يده اليمنى فرشماها بالحناء ريالا مستديرا كالدينار في كفه ، ودعوا له بالسعد  والهناء وطول العمر .. واستمرت الحفلات..

وذهب مرزوق مع حفنة من أصدقائه المقربين إلى حمام صغير، ثم ذهبوا به بعد ذلك لبيت أحدهم حيث اجتمعوا يغنون ويعبثون.. وأرسلت أمه (زيدة) إليهم أطباق الطعام والفاكهة و(صواني) الحلوى..

وقفت (زيدة) على باب قبة (إدريس)، وجالت ببصرها على السرير المغطى   الأستار المخملية الثقيلة ، تغطيها أشتار أخرى شفافة توحي بشعور من الرفاهية والبذخ، وجالت بعينيها على المطارف والوسائد المطرزة.. كل شيء على ما يرام.

وانتقلت إلى القبة التي سيدخلها فيها ابنها مرزوق علی عرسه تلك الليلة، دارت فيها هي الأخرى، ووضعت اخر اللمسات على أروقتها وحشاياها. وحين تأكدت أن كل شيء في مكانه خرجت، وأقفلت القبة خلفها، ونزلت تنتظر العروسين القادمتين.

واقتربت أصوات المزامير والطبول  والأذكار والأناشيد ، وطلقات البارود، وقرقبات (جناوة) من باب دار الحاج الفاطمي تعلن وصول العروسين، واكتظ الدرب بالمتفرجين، والسطوح بالنسوة في أبهى حللهن ، وقد أثقلتهن القفاطن والحلي  الذهبية وهن يشرأببن أعناقهن نحو الهوادج المزينة  وانطلقت الزغاريد  وهللت الخادمات بالصلاة على النبي  وتغزلن في جمال العرسين كل واحد باسمها..

كانت (زیدة) وسط المعمعة. تفتح باب الهودج لخرج عروس آبنها «مرزق»، بينما (أم هاني) تستقبل عروس ابنها«إدريس».. وصعد العروسان، كل إلى قبتها تصحبها النسوة بالشموع  والزغاريد . وفي غرفتيهما جلستان تستريحان الخدم يغسلن وجهيهما بماء الورد، ويمشطن شعورهما، وجلستا في قمصين حريريتين، وقلبهما يخفقان في انتظار قدوم العريسين…

وفي الخارج كان موكب آخر يقترب نحو الدار .. الشموع والمزامير والأذكار تحيط بالعريسين وهما في جلابيبهما البيضاء، وحولها الأصدقاء والأحباب، ووراءهما موكب من أعيان المدينة ، وعلى باب الدار ارتفعت الأصوات مرددة .

(عباها عبها  …….والله ما خلاها)

ثم انشق ذلك عن أصوات مهيبة تنشد بلحن مؤثر:

من يعتصم بك يا خير الورى شرفا

الله حافظه منگل منتقم

ثم رفع الفقهاء الفاتحة، ودعوا للعروسين بالسعادة والوفاء والبنين. وعادت الضوضاء تملأ الفضاء، وبدأ الصغار يدقون الدربوكات التعاريج والأكف، ويتزاحمون بالأكتاف، ويشرئبون بالأعناق نخو وسط الدار خلف العرسين.

واختبأ النسوة في الغرف وفوق الدرابيز يتفرجن على الموكب المتلاطم خلف الأقنعة والجلابيب.

وتقدمت المواكب (زيدة) وهي تهلل وتكبر وتزغرد داعية لإدريس وابنها بالرضا والسعد.. ثم التفتت إلى موكب الأصدقاء تدفعهم بلطف قائلة:

– بارك الله فيكم .. اللي جانا يجيه الخير.

وفي وسط الدار أصر الجميع على الوقوف في حلقة واسعة للغناء، ودخلت (زيدة) وسطهم تقض محركة أكتافها حركات مكهربة، ووجهها يشع بأنوار البهجة والسعادة…

أحمد عبد السلام

أحمد عبد السلام البقالي. (يد المحبة) مجموعة قصصية. سلسلة "القلم 4". الطبعة 1. (1973) ص ص: 111 – 117 (بتصرف).

أولا: تأطير النص وملاحظته

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

أحمد عبد السلام (1932) - 2010)، هو شاعر وأديب مغربي من أشهر كتاب أدب الطفل، كما يعتبر من رواد الخيال العلمي، والقصة البوليسية في المغرب. و لد بأصيلا سنة 1932 من أشهر أعماله "قصص من المغرب"، "الفجر الكادب"، "الطوفان االأزرق"...

ب. نوع النص ومصدره:

نص سردي، مقتطف من: (يد المحبة) مجموعة قصصية. سلسلة «القلم 4. الطبعة 1.(1973) ص .ص: 111 – 117 (بتصرف).

ج. مجال النص:

يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: يتألف العنوان من كلمتين تشكل فيما بينها مركبا إضافيا (حفل: مضاف، زفاف مضاف إليه).

+دلاليا:  يدل على علاقة شرعية بين رجل وامرأة، وهي مناسبة للاحتفال إشهار زواجهما بين الناس.

ب. قراءة في الصورة:

صورة تشكيلية تجسد مشهدا لعرس مغربي.

ج. العلاقة بين العنوان والصورة:

علاقة تكامل، فكلاهما يوضح الثاني.

د. فرضية القراءة:

انطلاقا من المؤشرات السابقة نتوقع أن النص سوف يتحدث عن عادات وتقاليد العرس المغربي.

ثانيا: فهم النص

1. الإيضاح اللغوي:

ينضب: ينفذ وينقضي.
حشايا: جمع حاشية وهي الفراش المملوء بالصوف.
الرخاء: الوضع المريح.
تهلل: تردد عبارات على شكل أهازيج تتضمن لفظ الجلالة "الله".
تشذب: تقص.
مخملية: من نسيج به خمل.
البذخ: ما زاد عن مظاهر الغنى.

2. الحدث العام:

قدوم موكب العريسين، إدريس ومرزوق وما صاحب ذلك من فرحة وسعادة لأهل العرسين والأصدقاء والأحباب.

3. الأحداث الجزئية:

  • التحضير لحفل زفاف الذي سيدوم لمدة أسبوع.
  • انتقال العروس الى الحمام رفقة أصدقائه.
  • وشم اليد من طرف فقيهي المدينة.
  • وضع اللمسات الأخيرة على قبة العرسين استعدادا للدخول.
  • اقتراب موكب العرسين الى باب المنزل مع الزغاريد والطبول.
  • استقبال زيدة العروسين ومرافقتهما.
  • وقوف الجميع للرقصة الأخير فكانت زيدة في وسطهم وعلى محياها علامات السعادة.

ثالثا: تحليل النص

1. مراحل الزفاف الأساسية:

مرحلة الاستعداد: التحضير لحفل الزفاف الذي سيدوم مدة أسبوع، وانتقال العروس للحمام ورشم يده من طرف فقهاء المدينة.

مرحلة الاحتفال: وضع اللمسات الأخيرة على قبة العريسين استعدادا للدخول، ثم اقتراب موكب العروسين إلى باب المنزل مع الزغاريد والطبول.

مرحلة الانتهاء: استقبال زيدة للعروسين ومرافقتها ووقوف الجميع للاحتفال

2. دراسة الشخصيات:

الشخصيات

أوصافها

زيدة

متيقظة آمرة ناهية حريصة على تفاصيل الزفاف، تزغرد تهلل ترقص على الانغام ، تضحك على النكات. عروسين لإدريس ومرزوق، في مستوى عائلة الحاج الفاطمي.

الأختين

عروسين لإدريس ومرزوق، في مستوى عائلة الحاج الفاطمي.

إدریس ومرزوق

إديس غارق في ملذات العزوبة التي يودعها بصحبة خلانه محاطان بأصدقائهما في الحمام وليلة الحناء.

أم هاني

كريمة ومعطاءة مع أصدقاء ابنها مرزوق، متفقدة لتفاصيل الزفاف.

النسوة

في ابهى زينتهن مثقلات بالقفاطين والحلي الهبية، متفرجات على السطوح، لا تبدو الا أعينهن.

الفقيهان

معروفان في المدينة، روحهما خفيفة، كثرة النكات، يرفعان الفاتحة.

الخدم

يعتنين بالعروستين، يغسلن بماء الورد وجه العروستين يمشطن، شعورهن تزغردن وتهللن.

الأصدقاء

فرحون متحمسون مرافقون للعريسين في ليلة توديع العزوبية وفي الحمام وفي حفل الحناء.

الصغار

يدقون الدربكات، والتعريج والاكف، يتزاحمون بالأكف يشرئبون بالأعناق خلف العريسين.

التعليق على الجدول: نلاحظ كثرة الشخوص في النص وذلك لطبيعة حدث الزفاف المعروف بالحركة والجلبة والنشاط حيث تتداخل العلاقات الاجتماعية والدينية والمهنية.

3. مكان الأحداث:

المكان

الأحداث المرتبطة به

الدار

المكان الذي حدث فيه العرس

الحمام

المكان الذي استحم فيه العرسان للتحضير للزفاف

القبة

المكان الذي سيدخل فيه العروسان

وسط الدار

المكان الذي استقبل فيه العرسان

4. زمن الأحداث:

الزمن في النص

عام

خاص

الماضي

سبعة أيام، ليلة الزفاف، وقت الحناء، لحظات

5. السارد والرؤية السردية:

السارد

الرؤية السردية

غير مشارك في الأحداث، يعتمد ضمير الغائب

رؤية من خلف، لأن السارد يعرف خبايا وأسرار شخصياته، ويلم بكافة التفاصيل والجزئيات

6. أنماط الحكي:

يطغى على النص أسلوب الوصف، ومن أمثلته في النص ما يلي:

  • وصف زيدة وهي تحمل الموائد على رأسها.
  • وصف السرير المغطى بالأستار.
  • وصف النسوة وحليهن.

7. لغة النص:

استعمل السارد لغة تصويرية بسيطة مفعمة بالنشاط السردي، بحيث انتقل من مشهد الى آخر بسلاسة ورشاقة ليبرز بعض الظواهر وليقرب القارء من جو الزفاف المفعم بالنشاط والحركة والاحداث والتفاصيل.

8. قيم النص:

قيمة احتفالية

قيمة اجتماعية

قيمة الاحتفال في إعلان الزفاف لما له من رمزية في المجتمع

قيمة التضامن والتكافل والمساعدة لإنجاح الزفاف

رابعا: تركيب

نص سردي للكاتب المغربي أحمد عبد السلام البقالي، مقتطف من المجموعة القصصية يد المحبة، ينتمي الى المجال الاجتماعي والاقتصادي، يصف حفل زفاف مغربي بكل تفاصيله، لا من حيث التحصير والتحمس له، ولا من حيث الأجواء التي تلازم العرس المغربي من زغاريد وطبول وأناشيد واذكار،حيث اعتمد الكاتب على سرد أحداث النص في زمن الماضي ،مع اختيار أماكن مختلفة قربتنا من وعرفت الغرباء عن أجواء الاحتفال بالعرس المغرب.

Mohamed Ben Chaayab
Mohamed Ben Chaayab
تعليقات