آخر الأخبار

تحضير نص التنمية والسكان (الأولى إعدادي)

نص التنمية والسكان (الأولى إعدادي)

المجال: السكاني
المكون: القراءة
الموضوع: التنمية والسكان
الكتاب المدرسي: المختار في اللغة العربية

نص الانطلاق:

التَّنْمِيَةُ وَ السُكَّانُ

توجَدُ عَلاقَةٌ جَدَلِيَّةٌ بَيْنَ التَنْمِيَةِ وَالسُّكَانِ، فَالنمو الديموغرافِيُّ عُنصر مُنَشِّطُ لِلتَّنْمِيَةِ. وَالتَنْمِيَةُ ـ بِدَورِها - تُؤثر في الظواهِرِ الدّيموغرَافِيَّةِ.

نَتَناوَلُ هَذا مِنَ الزَّاويتين الآتيتين:

1- تَأْثِيرُ التَّنْمِيَةِ عَلَى الْوَفَياتِ

تَدُلُّ كُلُّ الدّراسات التي أُجْرِيَتْ في هَذَا الْمَجالِ، عَلِى وُجودِ ارْتِباط بالغ القوَّةِ بَيْنَ مُتَوَسَطِ مُدَّةِ الْحَياةِ وَمُسْتَوى التّنْمِيَةِ. ذَلِكَ أَنْ مُتَوَسّط الْحَيَاةِ لا يَتَعَدَّى 25 سَنَةً فِي انْتِظام طَبيعِي، وَيُناهِرُ 75 إلى 80 سَنَةً في الدُّوَلِ الْمُتَقَدِّمَةِ. وَهَذَا الاِنخِفَاضُ فَي الْوَفَيات ناتج عَنِ التَّقَدَّم الحاصِلِ في الْمَيْدَانِ الطَّنِّي وَالْمَعِيشِي وَالتَرْبَوِيِّ. وَيَتَجَلَّى هَذَا الاِرْتِباطُ عِنْدَما نُقارِنُ مُسْتَوَى الْوَفِياتِ بَيْنَ الدُّوَلِ فَالْمُسْتَوَى الْعالِي الَّذِي يَتَراوَحُ بَيْنَ 75 و 80 سَنَةً نُسَجِّلُهُ فِي الدُّوَلِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَعَلَى الْعَكس مِنْ ذَلِكَ نَجِدُ أَنَّهُ لا يتجاوز 45 أَوْ 50 سَنَةً فِي بَعْضِ الدُّوَلِ النَّامِيَةِ.

2- تَأْثِيرُ التّنْمِيَةِ عَلَى مُسْتَوَى الخُصوبَةِ:

يَتَجَلَّى هَذا التَّأْثِيرُ عِنْدَ الإِنْسانِ عَنْ طَرِيقِ الزَّواج ، بِحَيْثُ أَنَّ الْفَتَراتِ الْمُسِمَةَ بالرُّكودِ الاِقْتِصَادِي يَتَرَتِّبُ عَلَيْها تَأْخِيرٌ فِي سِنّ الزواج، مِمَّا ينتج عَنْهُ انْخِفاضٍ طَفيفٌ في مُسْتَوى الخُصوبَةِ.

أمَّا بِالنِّسْبَةِ للأفراد في مُجْتَمَع ما ، فَنُلاحِظُ أَنَّ الْخُصوبَةَ تَكونُ نِسْبَيّاً مُرْتَفِعَةً عِندَ الْفِئاتِ الضَّعِيفَةِ. لكن هذا الإِرْتِباطُ الظَّاهِرَ يُخْفِي فِي الْحَقِيقَةِ ارْتِبَاطًا فِعْلِيّاً بَيْنَ الْخُصُوبَةِ وَعِدَّةِ عَوامِلَ ، وَعَلَى رَأْسِهَا الْعامِلُ الثَّقَافِيُّ ، إِذْ تَدُلُّ مُخْتَلِفُ الدّراساتِ أَنْ داخِلَ مُسْتَوى ثَقافِي مُحَدِّدٍ، لا يُلاحَظُ تَغَير مَلْمُوسٌ فِي مُسْتَوى الْخُصوبَةِ مَعَ ارْتِفاعِ الدَّحْلِ. وَلَكِنَّ عَلَى الْعَكس مِنْ هَذَا يَسْتَخْلَصُ أَن مُسْتَوَى الخصوبَةِ يَتَأثرُ بِالْمُسْتَوى التعليمي لِلْمَرْأَة بصفَةٍ خَاصَّةٍ ، وَبمَا يُمْكِنُ أَنْ نُسَمِّيَهُ بالتَنْمِيةِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ بِصِفَةٍ عامَّةٍ وَفِي هَذَا الْمِضْمَارِ تُشَكِّلُ التَّجْرِبة الأوروبية نموذجاً أَساسِيّاً. وَمِنْ أَهَمِّ النَّظَرَيَّاتِ الَّتي تَطَرَّقَتَ لِتَحْلِيلِ هَذا النموذج ، نَذكر نَظَرِيَّة التحول الديموغرافي التي بَرَزَتْ إِلَى الْوُجودِ سنة 1930، وحَسبَ هَذِهِ النَّظَرِيَّةِ يَمُرُّ التَّحَولُ الدِّيموغرافي بالمراحل التَّالِيَةِ :

1- مَرْحَلَةُ ما قَبْلَ التَّحَوُّلِ، الَّتي تَتَّسِمُ بارتفاع في مُسْتَوى الوِلاداتِ وَالْوَفِياتِ.

2- مَرْحَلَةُ التَّحَوُّلِ، وفي بدايَةِ هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ يُلاحَظُ انْخِفَاضَ فِي مُعَدَّلِ الْوَفَيَاتِ، يَعْقُبُهُ انْخِفاض في مُعَدَّلِ الْمَوالِيدِ، وَيَنْتُجُ عَنْ هَذَا التَّفَاوُتِ ارْتِفاعٌ فِي مُعَدَّلِ الزّيادةِ الطبيعِيَّةِ.

3- مَرحَلَةُ ما بَعْدَ التَّحَوُّلِ، وَالَّتِي تَتَّسِمُ بِتَوازن بينِ الْوَفِياتِ وَالْولادات. ولكِنْ إِذا كَانتْ أَهَمِّيَّةً هَذهِ النَّظَرِيَّةِ لا تَخْفِي عَلى أَحَدٍ فيما يَخُصُّ تَحْلِيلَ التَّجْرِبةِ الأُوروبيّةِ، فَإِنَّ الشَّكَ يَبْقى سائِداً في إِمْكَانِيَةِ تَطْبيقها على دُولِ الْعَالَمِ الثَّالِثِ.

إِنَّ الْمُدَافِعِينَ عَنْ هَذِهِ الْأَطْرُوحَةِ يَنْطَلِقونَ مِنْ كَوْنِ التَنْمِيَةِ شَرْطاً كافياً لِتَخفيض الْوَفِياتِ، وَلَكنَّهُ غَيْرُ ضَروري. وهكذا يُلاحَظُ أَنْ نِسْبَةَ الْوَفِياتِ قَدِ انْخَفضت، لَكِنْ دونَ أَنْ يَسْتَلْزِمَ هَذَا تَغييراتِ اقْتِصَادِيَّةً مُهمة.

وزارة التربية الوطنية التربية السكانية بالمغرب، الكتاب المرجعي برنامج 1986 ، صص : 100/ 152 (بتصرف).

أولا: تأطير النص وملاحظته

1. تأطير النص:

أ. صاحب النص:

عبد الرحمان البراشمي من مواليد مدينة الراشدية سنة 1947م، اشتغل أستاذا جامعيا بجامعة محمد الخامس بالرباط.

ب. نوع النص ومصدره:

النص مقالة تفسيرية ذات بعد سكاني، مصدره: وزارة التربية الوطنية، التربية السكانية بالمغرب، الكتاب المرجعي، برنامج 1986، صص: 100/152 (بتصرف).

ج. مجال النص:

يندرج النص ضمن المجال السكاني.

2. ملاحظة النص:

أ. قراءة في العنوان:

+تركيبيا: جاء العنوان جملة اسمية يتركب من معطوف ومعطوف عليه.

+دلاليا: يشير العنوان إلى العلاقة بين التنمية التي تعني التقدم والازدهار، والسكان هو العنصر المنشط لتحقيق التنمية.

ب. قراءة في الصورة:

صورة فوتوغرافية مربعة الشكل لشارعٍ مكتظ بالناس يدل على الكثافة السكانية، وهي هنا تفسر العنوان وتكمله.

ج. فرضية القراءة:

من خلال مشيرات النص السابقة نفترض أن النص قد يتحدث عن العلاقة الجدلية بين التنمية والسكان.

ثانيا: فهم النص

1. الإيضاح اللغوي:

علاقة جدلية: علاقة فيها تأثير وتأثر
الركود الاقتصادي: الفتور الاقتصادي
المتسمة: المتصفة
المضمار: الصدد
يعقبه: يتبعه
الخصوبة: القدرة على الإنجاب عند النساء
الركود: الفتور

2. الفكرة العامة:

النموذج 1:

علاقة التنمية بالسكان ومساهمتها في النمو الديموغرافي وتطوره.

النموذج 2:

توضيح الكاتب لتلك العلاقة الجدلية بين الإنسان والتنمية ومدى تأثير هذه الأخيرة في النسيج الديموغرافي.

3. الأفكار الجزئية:

  • توضيح الكاتب للعلاقة الجدلية بين السكان والتنمية.
  • تحديد الكاتب للعوامل المساهمة في انخفاض نسبة الوفيات في البلدان المتقدمة.
  • تأثر مستوى الخصوبة بالمستوى التعليمي للمرأة.
  • مراحل النمو الديموغرافي.

ثالثا: تحليل النص

1. الحقول الدلالية:

الحقل الدال على التنمية

الحقل الدال على السكان

النمو، التطور، الازدهار، الميدان الطبي، التقدم، النظرية الأروبية

السكان، الوفيات، النمو الديموغرافي، الكثافة السكانية

التعليق على الجدول: نلاحظ من خلال الحقلين أن هناك علاقة تأثير وتأثر بين التنمية و السكان.

2. أساليب النص:

التوكيد: إن المدافعين عن هذه الأطروحة ينطلقون من كون التنمية...

التكرار: التنمية، الخصوبة، الوفيات...

الترادف: التنمية، التقدم - ضعيب، طفيف

أسلوب التضاد: انخفاض # ارتفاع، الدول المقدمة # الدول النامية...

3. مراحل التحول الديموغرافي:

نوع المرحلة

سمتها

مرحلة ما قبل التحول

ارتفاع في معدل الولادات و الوفيات

مرحلة التحول

انخفاض في معدل الوفيات ثم معدل المواليد

مرحلة ما بعد التحول

التوازن بين معدل الولادات و الوفيات

4. قيم النص:

قيمة سكانية: تتجلى في العلاقة الجدلية بين السكان والتنمية.

رابعا: تركيب

النموذج 1:

تأسيسا على ما سبق، يتضح لنا أن النص يحمل بعدا سكانيا، يتجلى في الدور الذي تلعبه التنمية في حياة الإنسان، وتأثيرها على مستوى الوفيات والخصوبة، واعتبار الإنسان هو المحرك الأساس لعجلة هذه التنمية، مما يؤدي إلى العلاقة الجدلية القائمة بينهما، أي علاقة تأثير وتأثر.

النموذج2:

يتحدث النص عن العلاقة الجدلية التي تربط بين السكان والتنمية، بحيث تؤثر هذه الأخيرة على وعي السكان وسلوكهم وتحسين معيشتهم. إذ يعرض الكاتب إلى مسألتين أساسيتين تساهمان في  تخليق هذه الجدلية: أولهما هي دراسة مدى تأثير التنمية على الوفيات، ومن جهة ثانية مدى تأثير التنمية في الخصوبة، هذه الأخيرة التي تعد وسيلة أساسية في تحقيق التنمية الاجتماعية وذلك بالتركيز على تثقيف المرأة وتعليمها، لينتقل الكاتب إلى عرض أهم مراحل نظرية التحول الديموغرافي والتي تظل صعبة التحقيق في دول العالم الثالث.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-